بكائية لياسمين دمشق-محمود محمد أسد - سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

بكائية لياسمين دمشق

  محمود محمد أسد    

في ذكرى وفاة الشاعر الكبير نزار قباني


رحل الهزار
 وقلبُه موّارُ
فبكتْ عليه العُرْبُ والأشعارُ
رحل الطّليق
 ونبضُه في نبضنا
 واللّحن من أشعاره سيّار
ينعي الجمالُ مُغرّداً
نسج الهوى
 فغدا السّفيرَ,
وشعرُه نُوّارُ
هذا الضّبابُ يلفّه بجناحه
هذا الوليد, دمشق
 تحضن وجهَه
هذا الوليدُ
مُطرّزٌ أحلامَنا
وحنان فيحاء الشّآمِ دثارُ
والزّنبقُ الفوّاحُ والأطيارُ
كلّ الخمائلِ عطّرتْ أردانها
وممالكُ الشّعرِ الخرابِ
تمزّقتْ
والحلمُ حانَ,
 ولم تخنْهُ الدّارُ
يبكي القصيدُ جوادَه,
وربيعُهُ
فهو المحِبُّ,
وحقُّه الإكبار
 , وتوقّفَ القيثارُ
لم يمتشقْ إلاّ فصاحةَ بلبل
كيف الرّبيعُ,
وقد أتى الإعصارُ
عزف البيانَ,
ونبعُه مغرارُ
لم يرحلِ الحسُّ الشّفيفُ.
 ألاترى      
آهٍ دمشق,
 فتاكِ جاء مكفّناً
إ نّ البديعَ
لِحسنهِ زُوّارُ؟                
الياسمينُ بكى رفيقَ دروبه
جاء الحبيبُ دمشقَ دون رفيقةٍ
بقصيده, والياسمين يغار
والأوفياءُ بحبّهم أبرارُ
 فبكى عليها
والهوى أقدارُ
بلقيسُ: قومي للحبيب
وطرّزي
ثوبَ الزّفاف,
فقد أتاكِ نزارُ
عاد المشاغبُ,
 تحتويه الدّارُ
 وردُ الشّآم ملوَّعٌ محتارُ
وقبابُ مَن أحببْتَها
 أنوارُ
ولجَ البيوتَ,
وروضُهُ معطارُ
وعذابُ مَنْ نشرَ النّدى
 تذكارُ
سكن الهوى,
وتوطّنتْ أقمارُ
بيروت قد عاد المتيّم
في الهوى
عفواً نزارُ,
 أتيْتَنا مثل النّدى
وأزقّةُ البيتِ القديم مفازة
بالحزنِ, لمّا عضّها العيّارُ
والشّعرُ في شفتيكَ
 كيفَ يغارُ؟
حبّاً, وتقريعاً
لِيُغسلَ عارُ
والمبدعون لحسِّهمْ معيارُ
فتلفُّهُ الأنفاسُ
 والأبصارُ
كنتَ البعيد,
 وأنتَ أجملُ شاعرٍ
قلبُ القصيدِ,
 ونبضُهُ هدّارُ
قد صانها,
وأشادها البحّارُ
هذي دمشقُ,
تهزُّها الأخبارُ
برحيلهِ قد تذبلُ الأزهارُ  
"قالتْ ليَ السّمراءُ" أنت معذّبي
كيف الأحبّةُ يرحلون؟

فتبخّرتْ أحلامُنا,
 وتأزّرتْ
ها أنتَ
 في وضَحِ النّهارِ مسافرٌ 
ترنو إلى الموتِ الخجولِ
 ملوِّحاً
خمسون من عمرالجمالِ
 رسمْتَها
دفءُ القلوبِ لمسْتَه,
وملكْتَه
قلبُ الشّآمِ يضمُّ زيْنَ رجالها أتيْتَنا, أحببْتنا,
حتّى كبا
عبقُ البيانِ جداولٌ ومرافئٌ
فوق المناكبِ والقبابِ رأيتُهُ
فيحاءُ؛ قام المستهامُ مودِّعاً
والبوحُ من أحداقنا أنهارُ
          
 
 












 
  محمود محمد أسد - سوريا (2011-04-26)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

بكائية لياسمين دمشق-محمود محمد أسد - سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia